شرح قصيدة الأمير الدمشقيّ بكالوريا
موقع النابض وهو موقع سؤال وجواب يقوم بالإجابة عن أي سؤال يتم طرحة في جميع المجالات، وسيتم الإجابة عنه من خلال كادر متعلم من الدرجة الأولى أو يمكن الإجابة عن طريق المستخدمين الآخرين ، فمن خلال موقع النابض يمكنك مناقشة أي سؤال يتم طرحة وذلك من خلال التعليقات فقط أضغط على طرح سؤال ...شرح قصيدة الأمير الدمشقيّ بكالوريا . ونود الإحاطة أن جميع حقوق الطبع والنسخ محفوظة 2023 C لدى موقع النابض...شرح قصيدة الأمير الدمشقيّ بكالوريا . سررنا بزيارتكم
شرح قصيدة الأمير الدمشقيّ بكالوريا
الإجابة هي
الشاعر: نزار قباني الأمير الدمشقيّ
(1) أتوفيق إنّ المفردات تحطَّمت كرموش عينيْ أبيك، وقُصَّت معانيها مثلما قُصَّ الريشُ في أجنحة أبيك، فلم أعد قادراً على صوغها وإنشادها، وقد امتلأت دواة الحبر بالدموع، ولا يمكن لي أن أكتب شيئاً؛ لأنَّ موتك محا من ذاكرتي ما أعرف من الكلمات واللغات.
(2) كنت أحملك يا بُنيَّ على عاتقي كما تُحمَلُ مئذنة المسجد التي انشطرت نصفين، وشعر رأسك تسقيه دموعي، كأنه حقلُ قمح بللتْه الأمطار، ورأسك بين يديّ كالوردة الجورية البيضاء، وأنت منار كالقمر.
أستقبل خبر رحيلك منفرداً، وأجمع ثيابك كلَّها منفرداً، وأُقبِّلها مشتمّاً ريحك فيها، وأتأمّل صورتك في جواز سفرك، وأنتحب كالمجنون منفرداً، ووجوه الآخرين مجهدة صامتة، وعيونهم جامدة كالأحجار، فعجباً كيف أواجه الموت، وموتك هزمني.
(3) أنت الأمير الدمشقيّ الوسيم، كنت نقيّاً كالمرآة، طويلاً كسنابل القمح، شامخاً كالنخيل، وديعاً كالحَمَل الصغير، رقيقاً كالطيور، ناعماً كصوت الحمام، عيناك بلون البنفسج، جميلاً كزخارف الزجاج في الكنائس، منيراً كالمصابيح المدلاة من الأسقف، رائعاً كنوافير المياه في العالم، تحمل حزناً شفَّافاً كحزن السفينة المرتحلة عن الشاطئ الأمين.
يشبه في وسامته النبيَّ يوسف الصديق عليه السلام، كنتُ أخاف عليه من كلّ أذىً، أخاف على شعره المرسَل مع الريح، بالأمس أتوني بقميصه المصبوغ بلون الشفق عند المساء، فما أقلَّ حيلتي يا أنشودة حياتي التي صمتت عن الإنشاد والغناء.
(4) أحتال على نفسي لأُقنعها بأنَّ أميري الأسطوريَّ لم يمتْ، وأنَّ صاحب الجبين المضيء الشامخ بين النجوم لم يمت، وأنَّ مَنْ كان منيراً كالشمس لم يمت، وأنَّ من كان يحمل في عينيه عشقَ الحياة لم يمت.
(5) يا بُنيَّ إنَّ الأماكن التي كنتَ ترتادها تنتظرك، فهذا جسر الزمالك ينتظر خطواتك عند الصباح، والحمائم في دمشق تذكر حبَّك لها، فيا راحة العينين وريحانتها، أطابت لك الحياة في ذلك العالم، هل سنخطر على بالك قليلاً؟ هل ستعود في إجازة الصيف لننعم برؤيتك؟ يا بُنيَّ.. ما أجبن أباك عند رثائك! فعدْ لترحم ضعف أبيك